بحث عن الملكة حتشبسوت

الحضارة الفرعونية من أعظم الحضارات التي عرفها التاريخ البشري لما لديها من قدرة عالية في التكيف مع ظروف وادي النيل والمقدرة على صناعة حضارة خلدها التاريخ ولم يشاهد مثلها على مدار عقود الزمن، حيث استطاع الفراعنة ترويض نهر النيل الذي عرف عن قسوته عند الفيضان وابتلاعه للأراضي والمحاصيل ولكن الحضارة الفرعونية عملت على تسخير نهر النيل لخدمة بناء حضارتها العظيمة.
الملكة حتشبسوت عملت على الحفاظ على العرش بعد وفاة زوجها الذي توفي قبل ان تنجب له ذكر يرث العرش بعده لذلك عملت على خداع الكهنة في سبيل تنصيبها ملكة بعد زوجها بالرغم أنه كان من المفترض أن يحكم ابن زوجها (تحتمس الثالث) لكنها قامت بعمل حيله لإبعاد ابن زوجها عن الحكم حيث قامت بإخبار الكهنة أنها حلمت بأن الآهلة ترشحها للحكم وأنها من نسب الآلهة فقرر الكهنة جعلها هي الحاكمة ، بعد صعودها لسده الحكم واجهت معارضة شديدة من الشعب الذي رفض تقبلها ملكة عليهم، مما دفعها ذلك الى القيام بتمثل بالرجال حيث قامت بلبس ملابس رجال ووضع الذقن وتتزين بملابس الرجال وحاولت أن تنس أنها امرأة، حتى أنها رفضت احد بمناداتها بألقاب أنثوية، بل كانت تشير إلى نفسها بضمير المذكر وتحمل ألقاب الرجال.
لعبت الملكة حتشبسوت دورا كبيرا في بناء الحضارة الفرعونية إذ يرجع لها الفضل في تلك الحقبة من الزمن في ازدهار التجارة التي عملت من خلالها على إثبات كفاءتها كحاكمة صالحة بان تدير شؤون البلاد، كما عملت على تهميش دور ابن زوجها فكان ليس له دور كبير في فترة حكمها مما سبب حقدا لدى تحتمس الثالثحيث ظهر حقدة بشكل ملحوظ للملكة بعد اختفائها حيث شرع بتدمير كل تمثال لزوجة أبية ويشوهه ويمسح اسمها ويخفي ملامح حكمها..
تعتبر الملكة حتشبسوت من السيدات القلائل في العالم القديم ممن تمكن من الوصول إلى رأس الهرم في الدولة أي الي الحكم، ولقد عملت المستحيل لتقنع رعيتها بان يتقبلها كامرأة تحكمه ، وسواء أقنعت حتشبسوت الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها أم لم تقنعهم فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال .
الملكة حتشبسوت صنعت تاريخ خاص بها مليء بالأسرار والألغاز، حيث شيع عنها قديما بقصة حب كانت واقعة بينها وبين مهندس سننموت الذي انشأ لها معبدها الشهير في الدير البحري حيث قامت بمنحه ثمانين لقباً كان دليل على حبها لها، كما كان هو يبادلها نفس الشعور حيث تم اكتشاف ذلك من خلال النفق الذي تم حفره بين مقبرتها ومقبرته الذي اعتبره المؤرخين دليل على حبه لها.